لا شك عندي أن ما قبل حرب غزة الأخيرة يختلف تماما عما بعدها، إن على المستوى السياسي والعسكري والأمني، أو إعادة تموضع القوى وتحالفاتها في المنطقة، ولعل أقرب وصف لما يحصل: هو حالة انكشاف سياسية عميقة، وإعادة ترتيب أوراق المنطقة بكاملها، استعدادا لرحلة سياسية واقتصادية ستستغرق العقود القادمة.
لنقترب من المشهد قليلا، ففي أول 100 يوم من حكم الإدارة الأمريكية الجديدة تقع حرب إقليمية كبرى تطلق فيها مئات الصواريخ وتحدث زلزالا كبيرا في منطقة بشرت واشنطن بأنها ستهاجر منها باتجاه الشرق الآسيوي وتتركها لمصيرها، فإذا بها تجد نفسها وقد غاصت في رمالها المتحركة من جديد، واضطرت للهرولة إليها في محاولة لإطفاء نيرانها، ليكون ذلك أول متغير بعد الحرب.
لقد أرسل بايدن في أول أسابيع حكمه، إشارات بأنه لن يتخاطب مع السيسي في القاهرة ولا مع السعوديين في الرياض، فإذا به يكتشف ألا قرار ولا استقرار في هذا الشرق الملتهب، ولا دول يمكن التعويل عليها لحل عبث الصغار، إلا القاهرة والرياض، لتنطلق الاتصالات المكثفة والزيارات المتتالية والمباحثات الأمنية والسياسية معهما.
المتغير الثاني: هو حالة الانكشاف السياسية لكثير من القوى التي اعتادت على صناعة المشهد دون عواقب، وعلى رأسها أحزاب الظل في التنظيم الدولي للإخوان، فحماس بنت كل رصيدها السياسي في الشارع العربي من قرارات الحروب التي تتخذها دوما في نهاية شهر «رمضان» و«العيد» لإحداث أكبر ضرر وجداني في عقول وقلوب العرب وتحميلهم فاتورة الدم والمال (ارجعوا لتاريخ حرب غزة 2014).
اليوم يبدو المشهد وقد انقلب على حماس ومن ورائها الإخوان، لقد اضطرت حماس وحلفاؤها لإنشاء جيش إلكتروني بحسابات وهمية معظمها بتاريخ شهر أبريل هذا العام، لاستعادة الشارع والدفاع عن قرارها الأحمق، وتحميل دية الدم لمن لا ذنب لهم فيه، فالشارع العربي في أغلبه اكتشف اللعبة، وعرف أن الدماء والدمار والضحايا الأبرياء ليسوا سوى قرابين قدمتها حماس لتحقيق مكاسب سياسية.
خالد مشعل وإسماعيل هنية، قالا مرارا وبكل وضوح: لقد وضعت الحركة هدفا واحدا للمعركة، وهو الاستيلاء على القرار الفلسطيني والذهاب للإسرائيليين والعالم للتفاوض والتنازل -إنها الميكافيلية الإخوانية لمن لا يعرفها-. ولأن القرار كان ساذجا ومندفعا نتيجة بدائية سياسية تشكل العقل «الإسلاموي» عند التنظيمات، انكشفت حماس وتآكل رصيدها وسقطت في وحل إجرامها.
العالم الحر لا يمكن أن ينساق وراء أمنيات مشعل وهنية، ولا صواريخ التنك التي أطلقها النسور من بين المدنيين، ولذلك اتخذت العواصم قرارها بالمضي في دعم الممثل الشرعي -في رام الله- ورفض نتائج مغامرة الانقلابيين الحمساويين القادمين على ظهور صواريخ التنك.
المتغير الثالث: هو إعادة دور مصر المتعاظم ليس للمشهد الفلسطيني فحسب بل والمنطقة أيضاً، فالدور المصري -المستند على سياسة متزنة، واقتصاد حيوي، وإدارة أمنية ممتازة-، الذي حاول أوباما القضاء عليه، بل ووصل الأمر لمحاولة تقسيم مصر طائفيا والقضاء على جيشها، أصبح ذلك الدور ضرورة ملحة لإنشاء «شرطي» للمنطقة يتولى إدارة الملفات والتصدي لتنظيمات منفلتة ودول تريد العبث بالإقليم – ايران.
التجربة مع الصغار، دفعت للخيار المصري العاقل المتزن والمجرب في قضايا «ليبيا. البحر المتوسط. السد الإثيوبي»، ولذلك تم سحب الملف الغزاوي من المتطفلين الذين اخترقوه قفزا على التاريخ وقوانين الطبيعة والجغرافيا والسياسة، وإعادته لكبار المنطقة وأعني هنا (القاهرة والرياض).
المتغير الأخير: هو تدشين تحالف بين يسار إسرائيل والإخوان المسلمين في إسرائيل، خلطة كان يُعمل عليها بهدوء منذ سنوات، وهي امتداد للتحالف الدولي بين اليسار والتنظيمات الإسلاموية الثورية، المشهد الجديد سيسفر عن اقتسام متصاعد للسلطة بين مكونين لدولة إسرائيل؛ فلسطينيي 48، واليهود، وعلى فلسطينيي الضفة التفكير مليا إما العيش على هامش التحالف أو الاندماج مع شرق الأردن، أو الانضمام لأبناء عمومتهم من إخوان إسرائيل، وهذا بالذات ما دفع حماس لافتعال الحرب سعيا لتمثيل كل الفلسطينيين في الداخل 48، وأراضي 67.
لنقترب من المشهد قليلا، ففي أول 100 يوم من حكم الإدارة الأمريكية الجديدة تقع حرب إقليمية كبرى تطلق فيها مئات الصواريخ وتحدث زلزالا كبيرا في منطقة بشرت واشنطن بأنها ستهاجر منها باتجاه الشرق الآسيوي وتتركها لمصيرها، فإذا بها تجد نفسها وقد غاصت في رمالها المتحركة من جديد، واضطرت للهرولة إليها في محاولة لإطفاء نيرانها، ليكون ذلك أول متغير بعد الحرب.
لقد أرسل بايدن في أول أسابيع حكمه، إشارات بأنه لن يتخاطب مع السيسي في القاهرة ولا مع السعوديين في الرياض، فإذا به يكتشف ألا قرار ولا استقرار في هذا الشرق الملتهب، ولا دول يمكن التعويل عليها لحل عبث الصغار، إلا القاهرة والرياض، لتنطلق الاتصالات المكثفة والزيارات المتتالية والمباحثات الأمنية والسياسية معهما.
المتغير الثاني: هو حالة الانكشاف السياسية لكثير من القوى التي اعتادت على صناعة المشهد دون عواقب، وعلى رأسها أحزاب الظل في التنظيم الدولي للإخوان، فحماس بنت كل رصيدها السياسي في الشارع العربي من قرارات الحروب التي تتخذها دوما في نهاية شهر «رمضان» و«العيد» لإحداث أكبر ضرر وجداني في عقول وقلوب العرب وتحميلهم فاتورة الدم والمال (ارجعوا لتاريخ حرب غزة 2014).
اليوم يبدو المشهد وقد انقلب على حماس ومن ورائها الإخوان، لقد اضطرت حماس وحلفاؤها لإنشاء جيش إلكتروني بحسابات وهمية معظمها بتاريخ شهر أبريل هذا العام، لاستعادة الشارع والدفاع عن قرارها الأحمق، وتحميل دية الدم لمن لا ذنب لهم فيه، فالشارع العربي في أغلبه اكتشف اللعبة، وعرف أن الدماء والدمار والضحايا الأبرياء ليسوا سوى قرابين قدمتها حماس لتحقيق مكاسب سياسية.
خالد مشعل وإسماعيل هنية، قالا مرارا وبكل وضوح: لقد وضعت الحركة هدفا واحدا للمعركة، وهو الاستيلاء على القرار الفلسطيني والذهاب للإسرائيليين والعالم للتفاوض والتنازل -إنها الميكافيلية الإخوانية لمن لا يعرفها-. ولأن القرار كان ساذجا ومندفعا نتيجة بدائية سياسية تشكل العقل «الإسلاموي» عند التنظيمات، انكشفت حماس وتآكل رصيدها وسقطت في وحل إجرامها.
العالم الحر لا يمكن أن ينساق وراء أمنيات مشعل وهنية، ولا صواريخ التنك التي أطلقها النسور من بين المدنيين، ولذلك اتخذت العواصم قرارها بالمضي في دعم الممثل الشرعي -في رام الله- ورفض نتائج مغامرة الانقلابيين الحمساويين القادمين على ظهور صواريخ التنك.
المتغير الثالث: هو إعادة دور مصر المتعاظم ليس للمشهد الفلسطيني فحسب بل والمنطقة أيضاً، فالدور المصري -المستند على سياسة متزنة، واقتصاد حيوي، وإدارة أمنية ممتازة-، الذي حاول أوباما القضاء عليه، بل ووصل الأمر لمحاولة تقسيم مصر طائفيا والقضاء على جيشها، أصبح ذلك الدور ضرورة ملحة لإنشاء «شرطي» للمنطقة يتولى إدارة الملفات والتصدي لتنظيمات منفلتة ودول تريد العبث بالإقليم – ايران.
التجربة مع الصغار، دفعت للخيار المصري العاقل المتزن والمجرب في قضايا «ليبيا. البحر المتوسط. السد الإثيوبي»، ولذلك تم سحب الملف الغزاوي من المتطفلين الذين اخترقوه قفزا على التاريخ وقوانين الطبيعة والجغرافيا والسياسة، وإعادته لكبار المنطقة وأعني هنا (القاهرة والرياض).
المتغير الأخير: هو تدشين تحالف بين يسار إسرائيل والإخوان المسلمين في إسرائيل، خلطة كان يُعمل عليها بهدوء منذ سنوات، وهي امتداد للتحالف الدولي بين اليسار والتنظيمات الإسلاموية الثورية، المشهد الجديد سيسفر عن اقتسام متصاعد للسلطة بين مكونين لدولة إسرائيل؛ فلسطينيي 48، واليهود، وعلى فلسطينيي الضفة التفكير مليا إما العيش على هامش التحالف أو الاندماج مع شرق الأردن، أو الانضمام لأبناء عمومتهم من إخوان إسرائيل، وهذا بالذات ما دفع حماس لافتعال الحرب سعيا لتمثيل كل الفلسطينيين في الداخل 48، وأراضي 67.